مجمع المنظمات الشبابية..خطوة نحو الإبداع!!

تماشياً مع توجهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة فيما يتعلق باحتضان شباب البحرين وتسهيل الإمكانيات كافة حتى يكونوا قادرين على الإسهام وبشكل فعال في صياغة مستقبل مملكة البحرين، وانطلاقاً من مسؤولية وزارة التنمية الاجتماعية عن المنظمات الشبابية والعناية التي توليها لهذه المنظمات أصدرت الدكتورة فاطمة محمد البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية قرارا رقم ( 13 ) لسنة 2008م بإنشاء مجمع المنظمات الأهلية الشبابية الذي تم انجازه بسرعة كبيرة حيث بدأ العمل فيه والانتهاء منه في العام نفسه. وبعد ذلك تسلم بعض الجمعيات الشبابية الراغبة في الانضمام إلى هذا المبنى مكاتبها تباعاً، ومن أجل تسيير العمل بالمجمع بالطريقة المثلى قامت إدارة المنظمات الأهلية في وزارة التنمية الاجتماعية بوضع اللوائح اللازمة لتشغيل المجمع ومرفقاته وتنظيم العمل فيه على أن يتم تعيين أعضاء مجلس إدارته من قبل وزارة التنمية الاجتماعية لضمان تحقيق أهدافه والتنسيق بين الأنشطة والمشاريع التي تنفذها الجمعيات ويديرها المجلس من خلال القيام بعملية التنسيق بين الجمعيات الشبابية عن طريق تكوين لجان عاملة تكفل آلية فاعلة في العمل وتضمن تحقيق الأهداف المشتركة، فوجود مثل هذا المبنى المتكامل يمكن تلك المنظمات الأهلية الشبابية من أداء دورها وترجمة أهدافها وتنسيق وتفعيل النشاطات الوطنية المشتركة بين المنظمات الأهلية الشبابية.
وقد أجمعت الجمعيات الشبابية كافة على ان وجود هذا المبنى بكل تلك الإمكانيات ساهم وبشكل كبير في تذليل الكثير من المصاعب أمامهم وساعدهم في ذات الوقت على تقديم جميع الأنشطة التي يعملون عليها بشكل جيد.
فيما أكدت مديرة مركز دعم المنظمات الأهلية بوزارة التنمية الاجتماعية نجوى جناحي في لقاء مع "أخبار الخليج" ان فكرة إنشاء هذا المجمع ساعدت على تمكين المنظمات الأهلية الشبابية من أداء دورها وتحقيق أهدافها للتوافق مع الرؤية الاقتصادية لعام 2030 لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وترجمتها على ارض الواقع وتفعيل الأنشطة الوطنية المشتركة بين المنظمات الأهلية الشبابية.
وتحدثت جناحي عن مواصفات المجمع قائلة ان مبنى مجمع المنظمات الشبابية يقع في المحافظة الشمالية من مملكة البحرين الكائن بمنطقة الشاخورة ويتكون المجمع من مبنيين متعددي الطوابق ويحتوي على 21 شقة وصالة للاجتماعات متعددة الأغراض إضافة إلى كافتيريا. وتقدر التكلفة الإجمالية للمجمع بـ 650 ألف دينار بحريني وتتكون كل شقة في المبنى رقم (1) من غرفتين وصالة وعدد 2 من دورات المياه بالإضافة إلى المطبخ بينما تتكون الشقة رقم (2) من ثلاث غرف وصالة وعدد 3 من دورات المياه بالإضافة إلى المطبخ.
وقد استفاد العديد من المنظمات الشبابية من هذا المجمع حيث سجلت إدارة المنظمات الأهلية حتى ديسمبر 2009م 12 منظمة شبابية بات لها مقر في هذا المبنى، ومازال باب التسجيل مفتوحا لاستفادة بقية المنظمات الأهلية الشبابية من خدماته.
دور كبير
ولما لهذا المجمع من دور كبير في النهوض بالشباب البحريني "أخبار الخليج" سلطت الضوء على هذه الفكرة وعلى ابرز الجمعيات الأهلية الشبابية التي استفادت من مجمع المنظمات الأهلية الشبابية، حيث التقت عددا من الشباب البحريني المتميز في ريادة العمل التطوعي فكان اللقاء الأول مع علي حسين شرفي رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين الشبابية وجمعية الشباب العربي وقد عبر عن بالغ سعادته بحصول جمعيته على قسم خاص في المبنى وقال لقد استفادت جمعية البحرين الشبابية بشكل كبير منذ تسلم مقر للجمعية بالمجمع فقد أتاح وجود المقر الفرصة لجميع الأعضاء لعقد اجتماعاتهم بشكل دوري ومنظم وبات المجال مفتوحا لمناقشة الأمور الإدارية وتنظيم الملفات والاجتماعات الدورية بالإضافة إلى وضع اللوائح الخاصة بالجمعية وبذلك أصبح بإمكان جميع الأعضاء الاطلاع على كل ما هو جديد بسهولة ويسر.
وأكد شرفي ان المجمع قد خدم أعضاء الجمعية بشكل كبير وساعد على تنفيذ عدد ضخم من الفعاليات والأنشطة المتنوعة ففي السابق كانت الجمعية عاجزة عن توفير مكان للقيام بتلك الفعاليات بسبب إمكانياتها المحدودة، ولكن بعد أن تم إنشاء المجمع فقد نظمت الجمعية عددا كبيرا من الجلسات الحوارية والدورات التدريبية وورش العمل، وقد برز دور الإعلام من قبل الأعضاء بشكل واضح من أجل القيام بالمهام الموكلة إليهم، وقد بات يتملكهم شعور داخلي بالقوة وأنهم قادرون على تخطي الحواجز كافة التي كانت تواجههم في السابق ولاسيما أنهم يقومون بدورهم بشكل أكثر حرفيه مما يعكس الصورة الايجابية للجمعية وهذا ما مكن الجمعية أيضا من تنفيذ مشروع مجلس الشباب البحريني للتنمية الوطنية الذي فاز بمنحة مالية وهو يهدف إلى تعزيز روح المواطنة والولاء للوطن ووضع استراتيجيات لتطوير الحركة الشبابية وإحياء ريادة العمل التطوعي ونشر ثقافة العمل الوطني.
وتوجه علي بالشكر الجزيل لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه لاحتضانه أفكار وطموح الشباب البحريني وكذلك الشكر موصول إلى الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية لتنفيذ وعدها على ارض الواقع بإنشاء ذلك المجمع الشبابي الحيوي.
واجهة للشباب البحريني
وقال صباح عبدالرحمن الزياني رئيس مجلس إدارة جمعية أطفال المستقبل إن فكرة وجود مقر يحتضن الجمعيات الشبابية كافة تحت سقف واحد أزال هما كبيرا كان يعوق أنشطة هذه المنظمات، فإنشاء مجمع المنظمات الأهلية الشبابية أعطى قاعدة صلبة للعمل الشبابي البحريني وأصبح نقطة التقاء لجميع المنظمات الشبابية وفرصة لتحقيق التعاون المشترك بين الجمعيات في ظل وجود مستوى متقدم من الخدمات التي يوفرها المجمع فلا يوجد أي عذر لأية منظمة تتقاعس عن القيام بدورها الفعال في المجتمع.
ويرى الزياني ان هذا المجمع قد أصبح واجهة تشرف الجمعيات الشبابية خصوصاً عندما يجد الزوار الشباب وضيوف البحرين أن المملكة تحتضن أنشطة الشباب تحت سقف واحد، ومن جهة أخرى فقد أصبح بإمكان الجميع القيام بمهامه في مكان مهيأ بشكل مهني ومتميز فالمجمع هو دافع قوي خلال الفترة القادمة لإثبات دور الجمعيات الشبابية في صياغة مستقبل البحرين.
الحلم الكبير
مع وجود المجمع تحقق حلم كبير لجميع المنظمات الشبابية، بهذه الجملة بدأ حديثه رئيس جمعية الشباب الديمقراطي البحريني محمد الغائب وقال إن المجمع يتميز بموقع حضاري واستراتيجي حيث انه يتوسط البحرين وسهل الوصول إليه وبالتالي لن يكون هناك أي عائق لوصول الشباب والمشاركة في الفعاليات المختلفة التي تقوم بتنظيمها المنظمات كافة التي اتخذت من المجمع مقرا لها.
وعن أسلوب العامل الذي انتهجته جمعيته أوضح قائلا لقد قامت جمعية الشباب الديمقراطي بالاستعدادات اللازمة حتى تكون قادرة على العطاء والإبداع، فمع توافر الخدمات المتعددة في المجمع ومختلف الوسائل فإن هذا الأمر يساعد وبشكل كبير على تحقيق دور الجمعية والقيام بالفعاليات والأنشطة وورش العمل التي تصب في صالح الجمعية فالمجمع أنشأ نوعا من التفاعل والتنافس بين مختلف الجمعيات الشبابية الموجودة للتميز والتفرد بدورها وفعالياتها.
للشباب رأي
بالنسبة إلى حور الهاشمي فإنها ترى ان مقر الجمعيات الذي شيدته وزارة التنمية الاجتماعية قد ساهم في خدمة الهيئات الأهلية الاجتماعية كافة بما فيها الجمعيات الشبابية وبشكل لافت، كما أنه سهل على أعضاء الجمعيات الالتقاء من أجل الارتقاء بعملهم ومشاريعهم وأفكارهم، ناهيك عن التسهيلات الأخرى وعلى رأسها الإيجار السنوي المطلوب سداده فهو مبلغ رمزي جدا بالمقارنة مع الخدمات التي يوفرها المقر للجمعيات بشكل خاص والشباب بشكل عام، فالقيمة المعنوية التي منحتنا إياها وزيرة التنمية الاجتماعية كانت أكثر بكثير من القيمة المالية التي قد نحصل عليها كنوع من الدعم لكل جمعية، فقد أعطتنا حق أن نكون شبابا مفكرين وأصحاب قرار ومن جهة أخرى نجد أن المقر سهل على جمعية البحرين الشبابية على سبيل المثال إقامة الكثير من الفعاليات والندوات والمحاضرات التي تصب فائدتها في مصلحة الشباب وتنميتهم وتفجير طاقاتهم فمع وجود هذا المقر تم تنظيم عدد من حملات تركز في قضايا الشباب والوطن، بالإضافة إلى أن الجمعيات الشبابية بدأت تشعر بنوع من الاستقرار والاستقلالية والحرية الكاملة في عملها حتى يكون هناك إبداع وإنتاج لافتان. الجدير بالذكر أن جمعية البحرين الشبابية في هذه الفترة تقوم على تنفيذ خطة أعدت خصيصا لاستقبال عام 2010، بالإضافة إلى المجلس الوطني للشباب المقرر تنظيمه في الفترة القادمة وكان ذلك أيضاً منحة مقدمة من الوزارة التنمية.
وأنا هنا أود التأكيد انني كفتاة بحرينية أتطلع إلى المستقبل برؤية متفائلة مع وجود هذا المقر المستقل، وأخيرا وليس آخراً نود أن نشكر وزارة التنمية الاجتماعية لما قدمته من تسهيلات ومنح مالية ومعنوية وعلى رأسها الوزيرة الدكتورة فاطمة البلوشي.
الموقع الاستراتيجي
حسن البنا يوافقها في الرأي ويؤكد ان موقع المجمع الاستراتيجي يلعب دورا كبيرا في جذب الشباب كونه يقع في وسط البحرين ومن السهل الوصول إليه وبالتالي لن يكون هناك أي حجة من قبل الشباب لعدم المشاركة في الأنشطة التي تقوم الجمعيات الشبابية بتنظيمها، والتي تحمل بين طياتها الهدف الاسمى وهو النهوض بالشباب البحريني وتنمية قدراته وصقل وتطوير مواهبه، فطريقة توزيع المبنى يفتح المجال بشكل كبير لتنظيم الفعاليات المختلفة، خصوصا أن المقر المخصص لكل جمعية قادر على استيعاب ما يقارب 300 شخص ومن خلال كل تلك الإمكانيات أصبح تنفيذ الأفكار بغاية السهولة من دون النظر إلى العوائق والموانع السابقة.
فبالفعل ان هذا المبنى يواكب تطلعات الشباب وطموحاتهم فقد قامت كل جمعية بعد تسلم المقر الخاص بها بتنظيم عدد من الفعاليات مثل إعداد وتقديم المسرحيات والأفلام القصيرة والندوات التثقيفية وورش العمل والمسابقات الشعرية وغيرها من الأنشطة.
بحاجة إلى الدعم
فيما كان رأي زهرة الحواج لا يختلف كثيرا عن سابقه فأكدت ان هذه الخطوة التي قامت بها وزارة التنمية الاجتماعية مشكورة تحتاج إلى الكثير من الدعم من قبل مؤسسات المجتمع المدني كافة لأنها تقدم الفكر والثقافة للشباب البحريني فبالتكاتف والتآزر تتحقق جميع طموحات الشباب الذي يسعى قدما نحو اثبات قدراته في المجتمع.
فأنا على سبيل المثال - والحديث مازال للحواج - تمكنت من اكتشاف العديد من المواهب التي كانت مخفية بداخلي بعد انضمامي لاحدى الجمعيات وبت أكثر اهتماما بالعمل التطوعي ومن هذا المنبر أتوجه بالنصح لكل شاب وشابة بالانخراط في هذه الجمعيات لأنها بحق تصقل المهارات المخفية وتقدم الكثير للمجتمع وتساعد على نهضة الشباب وتطوره على الصعيدين المحلي والعالمي.