تأتي الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الى جمهورية مصر العربية اليوم لتؤكد على عمق العلاقات الأخوية الوثيقة والوطيدة التى تربط بين شعبي وقيادتي البلدين وفي إطار الإرادة السياسية للبلدين الهادفة الى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائي إضافة الى التنسيق والتشاور السياسي حول مجمل الاوضاع العربية والدولية.
وتتسم العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية بأنها علاقات تاريخية أخوية ومتميزة أساسها التواصل والمحبة بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين والمصلحة العربية المشتركة مما جعلها نموذجا يحتذى به من جهة تنسيق المواقف وتطابق الرؤى في التعامل مع قضايا الامتين العربية والاسلامية وذلك انطلاقا من علاقات الصداقة الوطيدة التي تربط جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى مع الرئيس المصري محمد حسنى مبارك.
وتكتسب زيارة جلالة الملك المفدى لمصر ومباحثاته مع الرئيس المصري في هذا التوقيت تحديدا أهمية كبيرة على الأصعدة كافة لكون الزيارة تأتي في توقيت بالغ الحساسية بالنسبة الى العالم العربي والمنطقة ككل. حيث ستتضمن الزيارة إجراء مباحثات ومشاورات إيجابية بين القائدين تستهدف تنسيق المواقف الثنائية وتعزيز التشاور لبلورة موقف عربي واضح وموحد إزاء هذه التطورات يأخذ بعين الاعتبار مصالح الأمة العربية وجميع الدول العربية في مجملها.
وقد فرضت الأحداث والتطورات السياسية المتلاحقة في الآونة الأخيرة على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية أهمية متزايدة على القمة البحرينية المصرية التي ستنعقد غدا لما تتضمنه من قضايا وملفات عديدة مهمة تستلزم التشاور والتنسيق وتبادل الآراء ووجهات النظر بشأنها بين القادة الأشقاء إذ يحرص البلدان على التشاور والتنسيق الدائم في المواقف تجاه كافة القضايا التي تهم منطقة الخليج والأمتين العربية والإسلامية وكذلك تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي هذا الصدد يتضح وجود حالة من التناغم والتناسق والتطابق في رؤى ومواقف البلدين في محيطهما الخليجي والعربي والإسلامي.
وتمثل الزيارات المتبادلة بين قيادتي ومسئولي البلدين، وهي زيارات مستمرة ومتواصلة، محورا هاما في مجال تعزيز العلاقات السياسية والأخوية بين البلدين حيث تظهر هذه الزيارات المتعددة والمتبادلة بين قيادتي البلدين والوزراء وكبار المسئولين عمق العلاقات الثنائية وروح الود والتفاهم بين البلدين الشقيقين.
ويحرص جلالة الملك المفدى على القيام دوما بزيارات رسمية لجمهورية مصر العربية لإجراء مشاورات ومباحثات مع شقيقه الرئيس حسني مبارك في اطار التنسيق والتشاور الثنائي بين القائدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي الاطار ذاته جاءت الزيارة التضامنية الهامة التي قام بها الرئيس المصري حسنى مبارك الى مملكة البحرين في 16 فبراير 2009 لتأكيد الدعم وإعلان التضامن مع مملكة البحرين حيث مثلت هذه الزيارة صورة من صورة التلاحم القوي ودلالة بليغة على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين وهو ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حيث أعرب جلالته في هذا الصدد "عن جزيل شكره للرئيس محمد حسني مبارك لموقفه التضامني العروبي الأصيل مع مملكة البحرين من خلال هذه الزيارة المباركة والذي جسد الدور البارز لمصر العروبة وما تمثله من عمق عربي غني عن التعريف".
أما على صعيد التعاون الثنائي بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، فمن المؤكد أن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد ستسهم في إعطاء دفعة قوية لمسار العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين البلدين والتي تعد إحدى الملفات الرئيسية التى يحرص جلالة الملك المفدى والرئيس المصري حسني مبارك على بحثها وتدعيمها بصورة دائمة في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تطور ونماء في شتى المجالات بفضل حرص البلدين على دعم التعاون الثنائي بما يحقق تطلعات ومصالح شعبي البلدين في إطار العمل العربي المشترك.
وتعتبر الزيارة مؤشرا قويا يعكس رغبة البلدين في تحقيق التعاون والترابط الوثيق بينهما وتدعيم وتعزيز العلاقات الاخوية وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في جميع المجالات. ولاشك أن أجواء التفاهم والمودة التي تسود العلاقات البحرينية المصرية والمدعومة بارادة سياسية قوية وحرص مشترك من قيادتي البلدين ستنعكس إيجابا نحو تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق المزيد من فرص التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بما يعود بالنفع والخير على البلدين وشعبيهما الشقيقين في ظل ما يربط بينهما من روابط قوية ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
ويأخذ التعاون الاقتصادي بين البلدين أشكالا متعددة ومتنوعة تشمل تقريبا جميع أوجه النشاطات التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية حيث تشهد حركة التبادل التجارى بين البلدين نموا متزايدا.
كما أن هناك 21 اتفاقية موقعة بين البلدين تغطي جميع مجالات التعاون الثنائي لاسيما الاقتصادي منها ومن هذه الاتفاقيات اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة واتفاقية لربط سوق البحرين المالية (بورصة البحرين) بالهيئة العامة لسوق المال في مصر واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبى ومنع التهرب الضريبى بين الدولتين واتفاقية التعاون الاقتصادى والتجارية واتفاقية خاصة بانشاء مركز تجاري مصري في البحرين واتفاقية للتبادل التجاري واتفاقية لتنظيم النقل الجوي واتفاقية للتعاون القانوني والقضائي وهناك أيضا اتفاق إعلامي وثقافي واتفاقية في مجال الشباب ومذكرة تفاهم للتوحيد القياسي وجودة المنتج ومذكرة تفاهم في الزراعة والثروة السمكية واتفاق تعاون ثقافي وفني واتفاق تعاون علمي وتكنولوجي واتفاق فني في مجال القوى العاملة وتنمية الموارد البشرية واتفاق قانوني يتعلق بنقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية.
وتعد اللجنة البحرينية المصرية المشتركة مؤشرا قويا يعكس رغبة البلدين في تحقيق التعاون والترابط الوثيق بينهما اذ تعمل هذه اللجنة على تدعيم وتعزيز العلاقات بين البحرين ومصر وتوسيع آفاق التعاون بينهما في جميع المجالات.
إن العلاقات بين مملكة البحرين ومصر علاقات تاريخية مميزة ونموذجا يحتذى للعلاقات الثنائية بين الدول العربية وما زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الهامة لمصر اليوم في ظل ما ستتضمنه هذه الزيارة من مباحثات ومشاورات مهمة إلا صورة من صور تطور العلاقات الوطيدة بين البلدين.
[b]