بعض المسلمين للأسف لا يكتفون بخوض معارك وهمية في أوطانهم، بل يفتعلون معارك وهمية في بلاد الغرب، سواء في أوروبا أو أمريكا، ومن بين هذه المعارك الجدل المثار حول اقامة مركز ومسجد إسلامي من 13 طابقاً في الموقع الذي استهدف مركز التجارة العالمي بنيويورك في هجمات 11 سبتمبر 2001، والذي نفذه متطرفون ينتمون إلى تنظيم "القاعدة"، وراح ضحيته الآلاف من الأبرياء.
السلطات الأمريكية وبلدية نيويورك ليس لديهم اعتراض على إقامة المركز والمسجد الإسلامي في المدينة، ولكن أهالي ضحايا هجمات 11 سبتمبر وأصدقاءهم يتحفظون على موقع اقامة المسجد (موقع مركز التجارة العالمي) لأن فيه استفزازاً لمشاعرهم وعدم احترام لأحزانهم، وخصوصاً أن (المهاجمين) كانوا من المتطرفين المسلمين، ولايزال بعض المسلمين يمجدونهم.. ولذلك فإن الأهالي يريدون تغيير موقع المركز الإسلامي إلى مكان آخر بعيد عن رمز الكارثة، حتى لا يربط في أذهان الناس بين الإسلام والإرهاب.. بينما القائمون على مشروع المركز الإسلامي والمؤيدون لهم يريدون إقامة المسجد والمركز في ذات الموقع بحجة إدماج المسلمين في المجتمع الأمريكي والتركيز على التسامح الديني.
وسواء صحت وجهة نظر القائمين على المركز والمسجد الإسلامي، أو وجهة نظر الأهالي المعارضين، فإن التمسك باقامة المركز في نفس موقع كارثة 11 سبتمبر 2001 يعني افتعال معركة وهمية جديدة باسم الإسلام في بلاد الغرب.. وخصوصاً أن الأمور بدأت مؤخراً تخرج عن نطاق تبادل الرأي وأحاديث الصحافة والقنوات التلفزيونية في أمريكا، وتنتقل إلى الشارع، فقد خرجت مظاهرتان في موقع بناء المسجد بنيويورك، إحداهما معارضة للمشروع (وهي ذات الأغلبية في الحشود)، والأخرى مؤيدة للمشروع (وهي ذات حشود أقلية)، وكادت تؤدي إلى الصدام بينهما لولا تدخل الشرطة التي فصلت بين المتظاهرين.
بل انتقلت دعوات رفض بناء المساجد إلى مدن أخرى غير نيويورك بأمريكا، وبعضهم اعتبر أن المساجد تبنى لتكون جزءاً من خطة لتأسيس (خلايا نائمة) في حالة الاستيلاء على أمريكا في المستقبل.. طبعاً هذا رأي ليس صحيحاً، لكن لماذا يقوم بعض المسلمين بافتعال معارك وهمية في الغرب وأمريكا تحديداً، تفرز الكراهية ضد الإسلام؟ وماذا سيخسر القائمون على المشروع لو نقلوه إلى موقع آخر بعيداً عن ذكرى مجزرة 11 سبتمبر الإرهابية؟! يعني (حكبت) إقامة المسجد هناك بالتحديد!
[b]