منتدى الشلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياكم الله في منتدى الشلة


    الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)

    بوكشة
    بوكشة
    المدير
    المدير


    عدد المساهمات : 124
    نقاط : 556
    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)  Empty الإقطاعُ الفلسطيني تابع التابعين(4-4)

    مُساهمة  بوكشة الخميس أغسطس 26, 2010 7:59 am



    جسدت حماس اختراق وتضعضع المشروع الوطني الفلسطيني التحرري العلماني، وهي سمةٌ (عربية إسلامية) عامة، نظراً للأصول المحافظة الإقطاعية للحركاتِ الدينية التي كونت التقليدية واللاعقلانية النصوصية، وهي تعتمدُ على تمزيقِ صفوفِ العربِ والمسلمين، وضرب الحداثة وهي القشرةُ الرقيقة التي تكونتْ في سنواتِ التحرر الوطني، وكلما زاد فساد وانتهازية القوى الوطنية وتخليها عن المشروع العلماني الديمقراطي التقدمي، قامتْ تلك القوى الدينية باستثمار مناطق التخلف لدى الجمهور وغياب العدالة لتأصيل مشروعاتها الانقسامية المتراجعة عن قيمِ النهضةِ والتوحيد.
    من هنا فتمزيق حماس لوحدةِ الشعب الفلسطيني وجره للوراء، والاشتراك في تحالفاتٍ إقليميةٍ مُفتتةٍ لصفوفِ للمسلمين ومهيجةٍ للطائفيات السياسية وللدفاعِ عن الرأسماليات الحكومية الفاسدة الرافضة للديمقراطية والإصلاح، هو استثمارٌ لتناقضات النضال الفلسطيني التي نخرتْ فيه طوالَ العقود السابقة ولعدم تشكيله للبرنامج النهضوي التحرري العميق.
    (حماس) هي تعبيرٌ عن رمزيةِ الأخطاءِ الفتحاويةِ والفصائليةِ وللتخلي عن العلمانيةِ والوطنيةِ والديمقراطيةِ والأمميةِ وعدم تطويرها في حلقاتِ العملِ السياسي السابقة.
    ولهذا كلما تم إصلاح هذه الأخطاء ووجدت جبهةٌ نضاليةٌ ديمقراطية تقدمية أخفقت الأصواتُ الطائفيةُ المحافظةُ المستغلةُ للإسلامِ وتوظيفه لهدمِ نضال العرب والمسلمين المعاصر من أجل التقدم والتحرر.
    فثمة ضرورةٌ كبرى لإعادةِ النظرِ في المشروع التحرري الفلسطيني منذ بدايته، ونقده، وضرب الفساد الذي عشش داخل أجهزته المسيطرة، وإحداث قراءات ديمقراطية علمانية للتراث والأوضاع الاجتماعية المحافظة للجمهور وتغيير حياته المادية الصعبة، وبضرورة العلاقات الوطيدة مع النضال الديمقراطي العلماني داخل العالم العربي وإسرائيل، وهي كلها عمليةٌ صعبةٌ تاريخية لكن لا يوجد بديل عنها.
    رأينا كيف تجاوزت حماس أخطاءَ فتح وفتحتْ بابَ الانهيارِ الوطني الفلسطيني العام، وعلى كل المستويات تم اختراق البيت الفلسطيني، فحدث مزيدٌ من الهيمنة الإسرائيلية والغربية ومزيد من تبعية القضية لأنماطٍ جديدةٍ من الإقطاع الأشد تخلفاً في المشرق العربي الإسلامي، ووصل التمزيق لصفوف المسلمين غير العرب، وسحبوا أيديهم من التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته، نظراً لتأييدِ حماس لتلك الأنظمة الدينية الاستبدادية.
    كما قامت حماس بتقوية القوى الصهيونية داخل إسرائيل وخارجها، وأدت لتآكل القوى الديمقراطية داخل إسرائيل المتضامنة مع العرب وكذلك بين القوى الغربية.
    قوانين التطور الاجتماعي داخل الجسم العربي الإسلامي هي واحدة، لكن لكلِ شعبٍ خصائصه وظروفه، والشعب الفلسطيني إنه يمتلك أسوأ الظروف من تمزق وتشتت، وبالتالي عدم قدرة كبيرة على تشكل طبقات حديثة توحيدية كالعمال الصناعيين والبرجوازية الصناعية، وبالتالي تنشأ صعوبات أشد من بقية العرب في تكوين تراكم حلقات التنوير والتحديث والتوحيد.
    إن الإصلاحات الديمقراطية العلمانية داخل فتح هي البؤرة الأولى لعملية تجديد العملية النضالية، والاصطفافات الديمقراطية المستقلة حولها هي حلقةٌ أخرى، وتغيير حياة الأغلبية الشعبية والتصدي للسيطرة الإسرائيلية هي وجوهٌ متعددةٌ لحدوث التوحيد المنتظر.
    على فتح أن تعود للطريقِ الديمقراطي العلماني التوحيدي، وفصل الدين عن السياسة، وإبعاد المنظمات المتاجرة بالإسلام والمسيحية واليهودية، عن الهيمنةِ على عقولِ الجماهير، واستغلال التمايزات للعداءات السياسية والاجتماعية، لمصالح الفاسدين في الرأسماليات الحكومية والمستعمرات.
    وواجب المنظمات اليسارية والتحديثية دعم هذا الخط وتوسيعه في كل مناطق الشعب الفلسطيني وداخل إسرائيل، من أجل شل أيدي الجنرالات عن الهيمنة واستغلال الصراعات الدينية والقومية لنفوذهم وحروبهم، وأن يكون للفقراء والعمال مصالحهم المستقلة كذلك، وتكوين تحالفات واسعة بينهم في كل هذه المناطق المتعادية لوضع حد لهيمنة القوى الاستغلالية للأديان والسعار القومي وتركيزها في السلاح والعداء والتناحر.
    [b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 7:58 pm