منتدى الشلة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حياكم الله في منتدى الشلة


    سيد شبر والحاج عبدالله وذكريات رمضانية (2)

    بوكشة
    بوكشة
    المدير
    المدير


    عدد المساهمات : 124
    نقاط : 556
    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    سيد شبر والحاج عبدالله وذكريات رمضانية (2)  Empty سيد شبر والحاج عبدالله وذكريات رمضانية (2)

    مُساهمة  بوكشة الخميس أغسطس 26, 2010 8:01 am



    كانت مجالس القرآن الليلية والقراءات الدينية تقام في ثلاث حسينيات بجدحفص هي مأتم الطويل ومأتم الحاج عبدالحسين بن جعفر ومأتم المشرّف ، هذا عدا مجالس البيوت وهي كثيرة ومنها بيت الحاج أحمد السمّاك وبيت الحاج صالح البناي وبيت الحاج عباس البناي وبيت الحاج محسن الخياط ثم بيت الحاج عبدالأمير الخياط وبيت الحاج عبدالله الحلواجي . وكان سيد شبر سيد حسن أحد قارئي القرآن البارزين المتميزين بالتجويد في مجلس الحاج أحمد السمّاك ولا يزال كذلك حتى الآن.
    ويقول الحاج عبدالله عبدالرسول أن "الثريد" كان ولايزال الوجبة الرئيسية في الإفطار في الشهر الفضيل إلاّ أن المائدة الرمضانية لم تكن بمثل هذه الكثرة والزخم وكانت هناك أطباق اختفت تقريباً الآن ومنها "الخبيص" و"النشا" و"الساجو". وكان هناك أشخاص معيّنون في جدحفص مهنتهم هي "الطحان" ومنهم مهدي علي مهدي من عين الدار الذي يدور على البيوت ويقوم بعملية الطحن لحبوب الخبز والجريش على آلة الرحى التي كانت توجد في معظم البيوت ويتم التعامل معهم بالربعة التي تساوي كيلوين تقريباً. وكانت توجد "رحى" كبيرة في بيت السيد علوي الشرخات بفريق الصاغة يديرها حمار وتقوم بطحن كميات كبيرة من حبوب الدقيق والهريس.
    ويضيف أن بعض الأهالي كانوا يقضون سهراتهم الرمضانية في سوق جدحفص القديمة التي تقع قرب بيت هارون وبالتحديد في "قهوة" حسن بن إبراهيم الأعمى حيث يتناولون الباقلة ويشربون الشاي و"النامليت أبو تيلة" وهو شراب غازي قبل زمن البيبسي، وكان من باعة الباقلة المعروفين عباس الخياط وشريكه جعفر البيشة، كما كان الأهالي في بعض الليالي يقيمون غبقات لأصدقائهم في بيوتهم حيث يتناولون "العيش" المحّمر أو البرنجوش مع سمك الصافي اللذيذ.

    ويقول سيد شبر إن سيد ماجد سيد حسين كان المسحّر المشهور في جدحفص في تلك الأيّام وكان يدور الفرقان في ساعة متاخرة من الليل ويطبل على تنكة كبيرة من الصفيح أو طبل وينادي "يا عباد الله تسحروا " ويطرق أبواب البيوت أو "الدرايش" أحياناً وينادي صاحب كل بيت باسمه لإيقاظه. وبعد سيد ماجد خلفه في هذه المهنة سيد هاشم سيد محفوظ الكامل الذي كان يخرج من بيته ويبدأ بالتطبيل في فريق الصاغة ثم الشاري ثم البناية ثم بقية الفرقان.
    وفي ليلة النصف من رمضان يسير الأولاد والشباب خلف المسحّر ويرددون الأهازيج الدينية والتراثية، ويخرج أصحاب البيوت ويقدّمون "المقسوم" إلى أبو طبيلة الذي عادة ما يكون مواد غذائية ثم تطوّر لاحقاً ليصبح مبلغاً نقدياً بسيطاً. وفي الليلة الأخيرة من رمضان يخرجون جميعاً ويرددون أهزوجة "الوداع الوداع يا شهر الصيام" في جو بهيج مليء بالسعادة.
    [b]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 8:57 pm