في كل بقعة من البحرين اليوم تجد عشرات السائقين يوقفون سياراتهم بطريقة لا تمت بصلة إلى الذوق ولا إلى ما تعلموه في مدرسة تعليم السياقة ونالوا الرخصة على أساسه، فترى بعضهم يحتل موقفين اثنين، وبعضهم الآخر يوقف سيارته بشكل مائل جدا يمنع دخول أو خروج أية سيارة أخرى في الموقف المجاور له، والأدهى من هذا أن تجد بعضهم يوقف سيارته أمام مدخل أو مخرج مواقف السيارات فيمنع عشرات الناس من الدخول أو الخروج، أو أمام كراج أحد البيوت (المرآب) الذي يوقف فيه صاحب البيت سيارته فيحجزه مع سيارته في مرآب منزله لا يستطيع الخروج منه إلى أن يتفضل ذلك العديم الذوق بتحريك سيارته، وهو الأمر الذي قد يطول دقائق أو ساعات أو ربما أياما طوالا!
الأخ العزيز أحمد محمد الأنصاري (أبو نبيل) أرسل إليّ رسالة حول هذه المخالفة المزعجة جدا قال فيها: ((أقسم برب الكعبة أن الإجراء الذي تتخذه إدارة المرور إزاء شكاوى الناس ممن يوقفون سياراتهم أمام مرائيب بيوت الآخرين غير مناسبة وغير رادعة، فأنت حين تتصل بإدارة المرور لإبلاغهم عمن أوقف سيارته أمام مرآب بيتك فإن كل ما تفعله الإدارة هو محاولة الاتصال هاتفيا بصاحب السيارة المخالفة، وإذا تعذر الاتصال بحضرته لسبب من الأسباب، كأن يكون هاتفه مطفأ أو مقطوعا، فإن الإدارة تبلغ الشاكي الباكي بالأمر وكفى الله المؤمنين القتال، وتظل السيارة مركونة في محلها من دون حراك طوال ساعات أو أيام، وما على صاحب المرآب إلا أن يضرب رأسه في الجدار!.. فأسألكم بالله هل مثل هذا الإجراء مناسب إزاء مثل هذه المخالفات الموجعة التي تحرق الأعصاب وتفقد الإنسان وعيه؟!)).
واستطرد قائلا: ((إن مثل هذا الأسلوب المتراخي إزاء من يوقفون سياراتهم بصورة خاطئة يشجع على التمادي في هذا الفعل المشين. إن المفروض في مثل هذه الحالات المنرفزة التي تحدث كثيرا من قبل أناس يفتقرون إلى الذوق والأخلاق والأدب أن تقوم إدارة المرور باتخاذ إجراء فوري لإنقاذ الشاكي من تعدي ذلك السفيه الذي أوقف سيارته أمام مرآب بيته، وذلك بسحبها فورا ومن دون نقاش أو مضيعة للوقت في الاتصال بصاحب السيارة المخالفة، فبهذا ننصف الشاكي المتضرر، ونلقن المخالف درسا لن ينساه أبدا، ونثري ميزانية إدارة المرور بالرسوم المترتبة على ذلك، أما التراخي في التعامل مع المخالفين فلن يخدم الوطن وأهله الذين يأملون الكثير من الخير في رجالات المرور والأمن)) انتهى.
أقول: تطبيق القانون يجب أن يكون صارما وفوريا تجاه كل المخالفات، صغيرة كانت أم كبيرة، أما التراخي في التعامل مع المخالفين والمتجاوزين والمستهزئين بالأنظمة والقوانين فإنه يضيّع هيبة القانون والقائمين على تنفيذه، ويؤدي إلى إشاعة الفوضى وفقدان الأمن والطمأنينة في البلاد، فهل نأمل من إدارة المرور الصرامة في معاقبة مرتكبي مخالفات الوقوف الخاطئ؟!