قتل أكثر من خمسين شخصا أمس الاربعاء وأصيب نحو مئتين اخرين في سلسلة هجمات استهدفت خصوصا مراكز وحواجز للشرطة في العراق قبل ستة ايام من الاعلان الرسمي لانتهاء العمليات القتالية للقوات الامريكية في هذا البلد.
واستهدفت ابرز هذه الهجمات التي اسفرت في مجموعها ايضا عن جرح اكثر من مئتي شخص آخرين اكثر من نصفهم من افراد الشرطة، مركزا للشرطة في بغداد وآخر في الكوت. ففي بغداد قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية ان 15 شخصا، بينهم ثمانية من عناصر الشرطة، قتلوا وجرح 58 آخرون بينهم 26 من عناصر الشرطة في هجوم انتحاري على مركز للشرطة في حي القاهرة شمال شرق بغداد. وقال المسؤول ان هذا الهجوم اوقع 15 قتيلا و58 جريحا من رجال شرطة ومدنيين مشيرا الى اصابة العديد من المباني المحيطة بمركز الشرطة باضرار نتيجة الهجوم.
أما في الكوت فقد اسفر هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مركزا للشرطة قرب دائرة جوازات المحافظة عن مقتل عشرين شخصا، بينهم 15 من عناصر الشرطة، وجرح تسعين شخصا آخرين بينهم عدد كبير من النساء والاطفال. وبين القتلى مدير مركز شرطة البلدة العقيد وليد سامي.
من جهة اخرى وفي بغداد قتل شخصان واصيب سبعة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الشالجية وسط بغداد. كما قتل اثنان من عناصر الشرطة في هجوم مسلح استهدف حاجزا للتفتيش في منطقة حي العامل (جنوب غرب بغداد)، بحسب ما اعلن مصدر في الداخلية. واصيب سبعة اشخاص في انفجار عبوتين ناسفتين في الكرادة وشارع حيفا وسط بغداد.
وفي الرمادي أعلنت الشرطة مقتل ثلاثة اشخاص بينهم اثنان من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا للتفتيش تابعا للشرطة. وقال المصدر ان الهجوم اسفر عن جرح اربعة اشخاص اخرين بينهم اثنان من الشرطة. كما قتل مسلحان في الرمادي في انفجار سيارة مفخخة كانا يعملان على تفخيخها.
وفي الفلوجة قتل اثنان من عناصر الجيش، وجرح 13 شخصا بينهم خمسة من الشرطة، بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا مشتركا للجيش والشرطة وسط المدينة.
وأكد مصدر في الشرطة ان الانفجار وقع ظهر امس واسفر عن احتراق نحو عشر سيارات مدنية. وفي المقدادية قتل ثلاثة اشخاص، بينهم امرأة، وجرح 13 آخرون، بينهم خمسة من رجال الشرطة احدهم ضابط برتبة مقدم في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مبنى قائمقامية البلدة، بحسب ما افاد مصدر في عمليات ديالى. ولدى وصول قوة اسناد من الجيش الى موقع الحادث، انفجرت سيارة مفخخة اخرى كانت متوقفة في مكان قريب ما اسفر عن اصابة ستة من الجنود بجروح، بحسب مصادر امنية.
وفي بعقوبة اصيب خمسة اشخاص بجروح بينهم امرأة في انفجار اربع عبوات ناسفة زرعت امام منازل للشرطة في بلدة بهرز التي تبعد ثلاثة كيلومترات جنوب المدينة. وفي بلدروز شرق بعقوبة، أصيب 13 مدنيا في انفجار ست عبوات ناسفة وسط البلدة. وفي بهرز جنوب بعقوبة انتشر عدد من مسلحي تنظيم القاعدة في الشوارع الرئيسية عدة دقائق، ووضعوا ثلاث لافتات "لدولة العراق الاسلامية".
وفي البصرة جنوب العراق جرح 12 شخصا على الاقل بينهم اربعة من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة في مرآب للسيارات قرب مركز للشرطة في حي العشار وسط المدينة، بحسب ما ذكر ضابط في شرطة المدينة. وفي كركوك اعلن العميد عادل زين العابدين قائد شرطة بلدة كركوك بالوكالة مقتل مدني وجرح ثمانية اخرين في انفجار سيارة مفخخة في شارع راس دوميز وسط المدينة.
وفي كربلاء جرح 29 من رجال الشرطة والمدنيين في انفجار سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة حي النصر الذي يبعد عن وسط المدينة اربعة كيلومترات غرب المدينة. واكد ان الانفجار اسفر عن وقوع اضرار مادية جسيمة في مبنى المركز.
وفي سامراء نجا العقيد مصطفى حميد هادي، ضابط مديرية حماية المنشأة في محافظة صلاح الدين، من محاولة اغتيال فاشلة. وأكد مصدر مسؤول في شرطة صلاح الدين ان عبوة ناسفة انفجرت بموكب هادي، في حي القادسية وسط مدينة سامراء اثناء توجهه الى عمله مما اسفر عن اصابته بجروح، بالاضافة الى اثنين من عناصر حمايته.
وفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين، جرح اثنان من رجال الشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهما وسط المدينة. وفي الدجيل اسفر انفجار سيارة مفخخة قرب احد مراكز الشرطة الى اصابة خمسة اشخاص، هم ثلاثة مدنيين، بينهم طفل وامرأة، واثنان من عناصر الشرطة احدهما ضابط برتبة عقيد. وفي الموصل قتل اربعة مدنيين واصيب عشرة اخرون بانفجار سيارة مفخخة، في غرب المدينة.
إلى ذلك حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام مقر للجيش العراقي في شرق الموصل. لكن الجنود اطلقوا النار على الانتحاري وقتلوه، قبل ان تنفجر السيارة وتصيب ثلاثة من الجنود، بحسب مصدر عسكري.
وفي الاسكندرية قام مسلحون مجهولون بتفجير حسينية الإمام علي في حي الانتصار بعد منتصف ليل امس الاول بحسب ما أعلن مصدر في الشرطة. وقال المصدر ان الحسينية اصيبت بأضرار بليغة والانفجار اسفر عن اصابة احد المدنيين بجروح.
وكانت آخر كتيبة امريكية مقاتلة قد انسحبت من العراق يوم الخميس.
وهي الكتيبة الرابعة سترايكر التابعة للفرقة الثانية/مشاة. واعلن الجيش الامريكي يوم الثلاثاء ان عدد قواته اصبح اقل من خمسين ألف جندي في العراق أي اقل من ثلث قواته في ذروة انتشارها في .2007 وبقي هؤلاء الجنود لتدريب القوات العراقية وتقديم النصح لها.
وتأتي هذه الهجمات بينما تشهد البلاد ازمة سياسية بسبب عدم قدرة الاحزاب الفائزة في الانتخابات على التوصل الى اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدة بعد اكثر من خمسة اشهر على اجراء الانتخابات البرلمانية.
ووصف نائب في البرلمان الانفجارات بأنها "كارثة أمنية". وقال النائب فلاح حسن زيدان اللهيبي، عضو القائمة العراقية، لوكالة إن "الانفجارات التي وقعت في مدن عراقية مختلفة تعكس عدم جاهزية وقدرة القوات العراقية لقيادة الملف الأمني كما تعكس عدم دقة وتقييم المؤسسة الحكومية والأمنية والعسكرية لواقع القوات العراقية في تولى زمام الأمور بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق التي ستبلغ ذروتها نهاية الشهر الجاري".
[b]